مُتَرجم مصري، وأستاذ للُّغة اليابانية. حاصل على ماچستير عام 1989 ودكتوراه عام 1992 في نحو اللغة اليابانية من قسم علم اللغة بكلية آداب جامعة هيروشيما، له ترجمات كثيرة، أهمُّها: "قوة أمي" و"الغبي ينجح"، و"مذكِّرات مصابي قنبلة هيروشيما"، و"الفتى الطَّائش"، و"قلب الأستاذ"، و"قطار المجرَّة"، و"أنا قطٌّ"، بجانب بحوث ودراسات، سواء في اليابان أو في مصر، أستاذ مُعار إلى جامعة هيروشيما عام 2015 -2016، وحاليًا أستاذ اللغة اليابانية بكلية الآداب، جامعة القاهرة. نشرت له المحروسة ترجمة مانجا "جن الحافي" وثلاثية "أنا قِطٌّ"و المجموعة القصصية "شموع الجثة".
مجموعة قصصية مُنتَقاة لأهم أعمال الكاتب الياباني "قُصَقَي فٌبكُ". تمتاز أعمال "فٌبكُ" بدهائها الأصيل؛ فهي أعمال بوليسية أصيلة تحتوي على اللغز والحِكمَة والدهشة، في إطارٍ من الرشاقة والاتِّصال. تُعدُّ أعمال "فبك" القصصية -والتي تبلغ من العمر مائة عام- من أبرز الأعمال القصصية اليابانية، والتي لم يسبق لها أن تُرجِمَت إلى اللغة العربية قَطُّ. في تلك لمجموعة محاولة لنقل عملٍ أدبيٍّ ياباني متنوِّع لمجموعة من أكثر القصص القصيرة تشويقًا والأكثر غموضًا على مدار قرن من الزمان.
ليس هناك شيء صعبُ الفَهمِ مثل صعوبة فَهْمِ نفسيَّة الانسان، فمثلًا: أنا لا أعرف هل سَيِّد المنزل الآن غاضِبٌ أو مسرور؟ هل يقرأ كُتُبَ الفلاسِفَة ليَعرِفَ طريقَ الوصولِ إلى الرَّاحة النفسية؟ لا أستطيعُ أن أعرِفَ هل لا يَعبَأُ بالدُّنيا أم أنَّه يريد أن يكون جُزءًا منها؟ هل يَفقِدُ أعصابه بسبَبِ أشياءَ تافِهَةٍ؟ هل هو مُنعَزِلٌ في عالَمٍ آخر غير عالَمِنا؟ نحنُ القِطَط نقومُ بِعَملِ كُلِّ شيءٍ بوضوحٍ، سواءً كان المشيَ أو الوقوفَ أو الجُلوسَ أو النَّوم. حتى التَّبوُّل أو التَّبرُّز؛ فحياتُنا مُذكِّراتٌ حقيقيَّةٌ، وواضِحَة لما نَفعَلُه، ولسنا في حاجَةٍ إلى مُذكِّرات تُخفي وجوهنا الحقيقيَّة. إذا كان لديَّ وَقتُ فَراغٍ لكتابَةِ مُذكِّراتٍ فأنا أُفَضِّلُ استغلالَ ذلك الوَقتِ في النَّومِ في الشُّرفة.
٨ أعوامٍ بعد القُنبُلَة الذَّرِّيَّة، ١٩٥٣، ما زال جِن يُعاني من تَبِعات الحَرب. الأمراض وآثارُ القُنبلَة لم تنتهِ، رغم ذلك يَدوسُ جِن على القَمحِ ليَنضجُ ويُصبِحَ رسَّامًا مُحتَرِفًا ليُواصِلَ حُلمَ مُعلِّمِه في كَسرِ الحُدودِ. يَغفَلُ عن صديقِه ليَكتَشِفَ أن تُجَّارَ الموتِ حَوَّلوه لمُدمِنِ مُخدِّرات. يُحِبُّ، لأوَّلِ مرَّةٍ يُحبُّ، ويَنطَلِقُ في بدايَةٍ جَديدَة. "إنَّ الأشخاصَ الذين ارتدوا قِناعَ العدالَةِ واستفادوا من الحرب هُم قَتَلَة، ويَجِبُ أن يَدخُلوا جميعًا السِّجنَ. ليست هناكَ كلمةٌ أكثرُ رُعبًا من كلمَةِ العَدالَة؛ فمَن أنهى الحَربَ هو 300 ألفِ قَتيلٍ في هيروشيما وناجازاكي، و370 ألفَ مُصابٍ بالقنبلَتَيْن الذَّرِّيَّتَيْن. يَجِبُ أن يَشعُرَ العالَمُ بالامتِنان لضَحايا هيروشيما وناجازاكي؛ لأنهم هُم الَّذين جعلوا العالَمَ يَعرِفُ فَظاعَة القَنابِل الذَّرِّيَّة...".
يُواصِلُ جِنّ مُواجَهاتِه الشُّجاعَةَ مع كارِثَةٍ تلْوَ الأُخرى: فُقدانُ مَنزِلِه، ووَفاةُ صَديقَتِه. لكنَّه يُقابِلُ صديقًا جَديدًا يَفتَحُ له بابًا للأَمَل، فنَّانٌ فقيرٌ مَوهوبٌ يَبدَأُ في تَعليمِه الرَّسمَ وقيمَةَ الفَنِّ، "الفَنُّ يُزيلُ الحُدودَ... الفَنُّ بلا حُدودٍ". يَذهَبُ جِنّ ليَعمَلَ كمُساعِدٍ للرَّسَّامِ، ويُثابِرُ وراءَ أَمَلِه الجَديدِ، رَغمَ أَعمالِ البَلطَجَةِ والتَّنَمُّرِ المُستَمِرَّيْن.
في الجُزءِ السَّادِسِ من سِلسِلَةِ "جِنّ الحافي" يَذهَبُ شَقيقُ "جن" بعيدًا للعَمَلِ في مَناجِمِ الفَحمِ، ويَختَفي مُنذُ ذَلِكَ الحينِ. في الوَقتِ نَفسِه، ما زال جِنّ يُحارِبُ اليَأسَ في ظِلِّ نِظامٍ طبِّيٍّ فاسِدٍ، وظُلْمِ الوُجودِ الأَمريكيِّ في اليابان بَعدَ الحَربِ. "المهزومُ لا يَستَطيعُ الشَّكوى، ولَوْ كان عَلى حَقٍّ... الحَربُ تَترُكُ آثارًا مُحزِنَةً إلى الأَبَد".
جِنّ في المدرَسَةِ المتوسِّطَةِ يَلتَقي بِمُدرِّسٍ تَقدُّمِيٍّ وزَميلٍ يائِسٍ، يواجهون معًا مُديرين ومَسؤولين مُتَحفِّظين ومُنتَفِعين. بينَما يُواجِهُ المجتَمَعُ كُلُّه فَسادًا، وتِجارَةَ مُخدِّراتٍ وأَسلِحَةٍ، خاصَّةً مَعَ اندِلاعِ الحَربِ الكُوريَّةِ، لتَكونَ نَعيمًا على تُجَّارِ الموت.
يُواصِلُ جِنّ رِحلَتَه ضِدَّ اليَأسِ والمعاناةِ في الجُزءِ السَّابِعِ مِن السِّلسِلَةِ. عَذابُ ما بَعدَ القُنبلَةِ يَزدادُ، ووَداعُ الأَحِبَّةِ يَقتُلُ روحَ جِنّ أَكثَرَ... "لَقَد شاهَدتُ الحَربَ بِعَينيَّ، شاهَدتُ النَّاسَ يَموتون بالقُنبُلَةِ الذَّرِّيَّةِ كالحَشَراتِ، الحَربُ تَقضي على كُلِّ شَيءٍ، لا تَترُكُ شَيئًا أبدًا".
الجُزءُ الخامِسُ مِن سِلسِلَةِ جِنّ الحافي، نَرى التَّطَوُّرَ السِّياسِيَّ الحَقيقيَّ، والآثارَ الاجتماعِيَّةَ والنَّفْسِيَّةَ بَعدَ الحَربِ. "جِنّ" إيجابيٌّ بِشَكلٍ استثنائِيٍّ؛ فَهُوَ لا يَهدَأُ كَشخصٍ شاهَدَ ما شاهَدَه. يَتِمُّ الجَمعُ بَينَ التَّطَوُّرِ السِّياسيِّ الحَقيقيِّ والآثارِ الاجتِماعِيَّةِ والنَّفسِيَّةِ بعدَ الحَرب. يَلومُ "جِنّ" بِلادَهُ على دُخولِها الحَربَ العالَميَّةَ الثَّانيةَ، ولَكِنَّه لا يُسقِطُ الوَطَنيَّةَ عَمَّنْ وافَقوا عَلَيها. في وَقتٍ لاحِقٍ، يَكتَشِفُ خَطايا ارْتَكَبها الأَمريكيُّون، ومِنها: استِغلالُهم الجُثَثَ والمرْضَى المتَأثِّرين بالإشعاعِ النَّوَويِّ في أَبحاثِهم، ولَيسَ للعلاجِ. "كُتِبَت عَلى الجَماجِمِ كَلِمَةُ «كَراهيَة»... سَتَذهبُ تِلكَ الجَماجِمُ إلى أَمريكا بَعدَ أَنْ يَشتَرِيَها الجُنودُ الأَمريكانُ، أُريدُ مِنها أَنْ تَنتَقِمَ لَنا... اجلِبي عَليهِم الشَّرَّ أَيَّتُها الجَماجِمُ...".
كانَت هَذِهِ القِصَّةُ المُؤلِمَةُ لِهيروشيما واحِدَةً مِن سِلسِلَةِ المانجا اليابانِيَّةِ الشَّهيرَة. هِيَ تَذكيرٌ بالمُعاناةِ الَّتي تَجلِبُها الحَربُ إلى الأَبرياءِ. تَتَحدَّثُ مَشاعِرُه وخِبْراتُه مَعَ الأَطفالِ والكِبارِ في كُلِّ مَكانٍ. يَشرَحُ: "أنا أَكرَهُ أَصحابَ النُّفوذِ الَّذين يُجبِرونَ النَّاسَ عَلى الذَّهابِ إلى الحَربِ، إِنَّهم يَخدَعونَهم وَيَستَخدِمونَهم كما يَستَخدِمون الرَّصاصَ في البَنادِق". يَحكي "جِنّ" ذو السِّتِّ أَعوامٍ، بَطَلُ السِّلسِلَةِ، في الجُزءِ الأَوَّلِ مِن عَشرَةِ أَجزاءٍ- الأَحداثَ الَّتي أَدَّت إِلى القَصْفِ الذَّرِّيِّ عَلى هيروشيما. وعَلَى لِسانِ أَبيهِ المُناهِضِ لِلحَربِ، والإِمبراطورِ اليابانيِّ حينَها. يَعرِضُ كَيفَ تَمَّ استِغلالُ الوَطَنِيَّةِ في أَعمالٍ وَحشِيَّةٍ وقَتلِ المزيدِ مِنَ المواطِنين.
قِصَّةُ "جن" المسْتَوْحاةُ مِن السِّيرَةِ الذَّاتِيَّةِ لِلكاتِبِ ناكازوا كيجي. كانَ عُمرُهُ سَبْعَ سَنَواتٍ فَقَط عِندَما ضَرَبَت القُنبُلَةُ الذَّرِّيَّةُ مَسقَطَ رَأسِهِ "هيروشيميا". يَحكي عَن ناسٍ عادِيِّين يَتَعامَلون مَعَ أَوضاعٍ استِثنائِيَّةٍ، سواءٌ في الأَيَّامِ الأَخيرَةِ للحَربِ العالَميَّةِ الثَّانِيَّة أو بَعدَ الهُجومِ الذَّرِّيِّ مُباشَرَةً. "وحَدَثَ في ناجازاكي -مِثلَما حَدَثَ في هيروشيما-؛ ماتَ وأُصيبَ عَشراتُ الآلافِ مِن البَشَرِ... ناسٌ عادِيُّون ضُعفاء، ماتوا مِن أَجلِ أَصحابِ السُّلطَةِ". يَحكي الجُزءُ الثَّاني قِصَّةَ ما بَعدَ إِلقاءِ القُنبُلَةِ الذَّرِّيَّةِ على هيروشيما: جنّ وأُمُّه وأُختُه -المولودَةُ حَديثًا- يُواجِهون أَهوالَ اليَومِ التَّالي للقُنبُلَة...
يَحكي الجُزءُ الثَّالِثُ عن رِحلَةِ بَحثِ "جِنّ" ووَالِدَتِه وأُختِه الصَّغيرَةِ عَن مَكانٍ للرَّاحَةِ في أَعقابِ القُنبُلَةِ. وفي مُواجَهَةِ الجوعِ والرَّفضِ والإِذْلالِ، يُدرِكُون أَنَّهُم ما زالوا يَملِكُون، ويُمكِنُهم مُشارَكَةُ مُمتَلكاتِهِم الحَقيقيَّةِ: احترامِهِم لِذَاتِهِم، وَأَمَلِهم، وقُوَّتِهم الدَّاخِلِيَّة. "أُريدُ أَنْ أَقتُلَ جَميعَ الأَغنياءِ وَقادَةَ الحَربِ الَّذين لَمْ يُفَكِّروا إِلَّا في مَصالِحِهم الشَّخصِيَّةِ... آه! في الواقِعِ لا توجَدُ حَماقَةٌ أَكبَرُ مِن حَماقَةِ إِشعالِ حَرْبٍ. لَقَد تَعَذَّبنا بِسَبَبِ الحَربِ". يَقضي "جِنّ" في الجُزءِ الثَّالِثِ الكَثيرَ مِنَ الوَقتِ بَحثًا عَن الطَّعامِ، ويَعتَني بِرَجُلٍ يُعاني مِن مَرَضِ "القُنبلَة"، ويَتَعَرَّضُ للتَّهديدِ والإِساءَةِ مِن قِبَلِ عائِلَتِه. قُربَ نِهايَةِ هَذا الجُزءِ يُعلِنُ الإِمبراطورُ عَن استِسْلامِهِ في 15 أغسطس 1945. يَتِمُّ بَثُّ الخِطابِ عَبرَ الرَّاديو، ويُراقِبُ الأَطفالَ البالغين في حُزنِهِم أَو غَضَبِهم...
واصَلَ جِنّ وأُمُّهُ النِّضالَ مِن أَجلِ الطَّعامِ والمَأوى وَسْطَ الفَوضَى والمُعاناةِ الإنسانِيَّةِ، وِبَرغمِ مُواجَهَةِ جِنّ أكثَرَ المَظاهِرِ الإِنسانِيَّةِ خِسَّةً، إِلَّا أَنَّه يَتَصَرَّفُ دائِمًا بِحُبٍّ وتَعاطُفٍ. "كُنْ قَويًّا مِثلَ القَمحِ، القَمحُ يُخرِجُ البَراعِمَ في الشِّتاءِ القارِسِ، ويُداسُ عَلَيهِ كَثيرًا فتَلتَصِقُ جُذورُه في الأَرضِ بِقُوَّةٍ، وتَنمو بَراعِمُهُ مُستَقيمَةً، وتُصبِحُ ثِمارًا عَظيمَةً، كُنْ قَويًّا مِثلَ القَمحِ". يَفقِدُ جِنّ في الجُزءِ الرَّابِعِ الكَثيرَ، ويَتَعَلَّمُ أَكثَرَ في رِحلَتِه لِلبَحثِ عَن أُختِهِ المخطوفَةِ، وعَن المالِ اللَّازِمِ للنَّجاةِ. يُواجِهُ الجُنودَ الأَمريكانَ عَلى الأَراضي اليابانِيَّةِ، ويُواجِهُ المشاكِلَ النَّفسِيَّةَ لِضَحايا القُنبُلَة.
ليس هناك شيءٌ صعبُ الفَهمِ مِثلَ صُعوبَةِ فَهْمِ نَفسيَّةِ الإنسان، فمَثَلًا: أنا لا أَعرِفُ هل سَيِّدُ المنزِلِ الآنَ غاضِبٌ أو مَسرور؟ هل يَقرَأُ كُتُبَ الفلاسِفَةِ لِيَعرِفَ طريقَ الوصولِ إلى الرَّاحَةِ النَّفسيَّة؟ لا أَستَطيعُ أَن أعرِفَ هَل لا يَعبَأُ بالدُّنيا أَمْ أنَّه يُريدُ أَن يَكونَ جُزءًا منها؟ هَل يَفقِدُ أَعصابَه بِسَبَبِ أَشياءَ تافِهَةٍ؟ هَل هو مُنعَزِلٌ في عالَمٍ آخرَ غيرِ عالَمِنا؟ نَحنُ القِطَطَ نَقومُ بِعَملِ كُلِّ شَيءٍ بوضوحٍ، سواءٌ كان المشيَ أو الوُقوفَ أو الجُلوسَ أو النَّومَ، حتَّى التَّبَوُّلَ أو التَّبرُّزَ؛ فَحياتُنا مُذَكَّراتٌ حَقيقيَّةٌ وواضِحَةٌ لِما نَفعَلُه، ولَسنا في حاجَةٍ إلى مُذكِّراتٍ تُخفي وُجوهَنا الحَقيقيَّةَ. إذا كان لَديَّ وقتُ فَراغٍ لِكتابَةِ مُذكِّراتٍ فأنا أُفَضِّلُ استِغلالَ ذَلِكَ الوَقتِ في النَّومِ في الشُّرفَة.
أحرَقَت ابنةُ بائع السمك مَنزِلَها؛ فقط كي تُقابِلَ حبيبها، ولكننا لم نفكِّر حتى في أيِّ حَلٍّ، لم تَكُن لدينا المعرفة والحكمة كي نجاهد من أجل أن نتزوَّج ونعيش معًا في منزل واحد، إلى هذا الحَدِّ كان حُبُّنا طفوليًّا، بريئًا وضعيفًا، لا يستطيع الدفاع عن نفسه، كما كُنَّا نحن أيضًا ضُعَفاء، ونخشى أولياءَ أمورِنا، ونُخفي حُبَّنا عن إخوتنا، ولا نستطيع أن نُظهِر دموعنا أمام الآخرين. أشهر وأهمُّ قصَّة رومانسيَّة كلاسيكيَّة في اليابان، تحَوَّلَت إلى الكثير من الأفلام و المسرحيات وأفلام الآنِمي والمسلسلات والقصص المصوَّرة، وبِيعَت منها ملايين النُّسخ. في عام 1991 تمَّ إنشاء حديقة عامَّة في اليابان باسم "إِطُو صَتْشِؤ"، وأقيم فيها تمثالان لبطل وبطلة رائعته "زهرة الأقحوان البرِّيَّة".
عازف التشيللو وقصص أخرى، هي مجموعة قصص مؤثرة وخيالية أسرت القراء لأجيال. وهي من روائع أديب العزلة الياباني مِيَازَاوَا كِنْجِي، وتدور أحداث القصص حول موضوعات الحب والخسارة والحالة الإنسانية الخالدة، والفضاء الكوني، والنقاء، والتضحية بالنفس، والإيمان، والصداقة، والسعادة، ومعنى الحياة. ويقدم مزيج الكاتب مِيَازَاوَا كِنْجِي الفريد من الخيال والفلسفة منظورًا جديدًا للأسئلة العميقة في الحياة. يُدخل القراء من جميع الأعمار في حالة تسأل وتأمل حول معنى وجوهر وطبيعة العالم. وتضم المجموعة قصص (شهر أبريل - رَجُل الجبل - أمير الرياح - مطعم الطلبات الكثيرة - ليلة قطار مجرَّة درب التبانة - الكستناء والقط البري - عازف التشيللو).
تحت السَّحابة الفُطريَّة هي مجموعة قصص من مصابي القنبلة الذرية الأولى من نوعها والتي ألقتها طائرة أمريكية على مدينة هيروشيما اليابانية في الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة صباح يوم السادس من شهر أغسطس لعام 1945 ميلادية. أصبح سكان مدينة هيروشيما من ألقيت عليهم القنبلةأول حقل تجارب للإنسانية؛ ولذلك يجب أن ننظر إليهم جيدا، ونأخذ منهم العبر لما قد يحدث مستقبلا. لا يحتوي هذا الكتاب على قصص خيالية، أو قصص تجارية، ولكن قصص شهادات جرحى وناجين من القنبلة، ويحكي كل منهم ما حدث له ودار حوله، بصدق وحزن وسعادة،يتفقون في بعض الأشياء ويختلفون في البعض الآخر، أما الإختلاف فناتج عن إختلاف زاوية الرؤية والمسافة بين مكان سقوط القنبلة، ومكان سقوط الجريح، وما ترتب على ذلك من نوع الإصابة ومدى خطورتها وأحوال المحيطين به، ويعد هذا الكتاب أول كتاب في المكتبة العربية يحمل مذكرات جرحى قنبلة هيروشيما، تُرجم عن اللغة اليابانية مباشرة.
"تصور القصة ظروف العمل القاسية والاستغلال الذي يواجهه العمال على متن سفينة يابانية لتعليب السرطان، تحمل ساعات العمل الطويلة وحصص الطعام الضئيلة والإساءة الجسدية والعقلية المستمرة من ضباط السفينة. تتبع القصة تفاصيل حياة مجموعة العمال الذين ثاروا في النهاية ضد أرباب عملهم الظالمين. وتعكس التفاوت الاجتماعي والاقتصادي في اليابان في مطلع القرن العشرين، واستغلال النظام الرأسمالي للطبقة العاملة. كما توضح القصة قيمة المشاعر الإنسانية في مواجهة الشدائد، على الرغم من الظروف القاسية، يبدأ العمال في تنظيم أنفسهم ومقاومة قمعهم، وينظمون في النهاية تمردًا ضد النظام الاستبدادي للسفينة. تم حظر الرواية في البداية من قبل الحكومة اليابانية بسبب موضوعاتها الشيوعية وانتقادها للنظام الاجتماعي القائم. وعلى الرغم من الحظر، اكتسبت الرواية اعترافًا واسع النطاق وأصبحت حجر الزاوية في الأدب البروليتاري، وتمت ترجمتها إلى لغات متعددة. ولا تزال الرواية تلقى صدى لدى القراء اليوم باعتبارها نقدًا قويًا للظلم الاجتماعي وشهادة على مرونة الروح البشرية وأهمية النضال من أجل مجتمع أكثر إنصافًا وعدالة."